فوكاساوا : يشعر الناس بالنفور من أي إحساس بعدم الراحة، بل يريدون نسيانه. حتى عندما أعمل على التصميم، فهناك جوانب أجدها غير مريحة أو غريبة. بالرغم من ذلك، أتظاهر بعدم ملاحظتها.

الأمر يشبه الظفر العالق - شيء تحاول إعادته لمكانه وجعله غير ملحوظ لكنه ما يلبث أن يعود مرة أخرى. (يضحك) لا يمكن التخلص من الشعور بعدم الراحة إلا إذا قمت باستئصاله من الأساس. فالشعور بعدم الراحة هو عنصر يتم اكتشافه أولاً بوسائل الاستشعار البشرية. ونظرًا لأن الأمر صغير جدًا، فيظن كثير من الناس أنه ليس مهمًا بما يكفي لفعل شيء حياله. ولكن المثير للدهشة أنه أمر يشترك فيه جميع البشر.

هذا لا يعني مجرد الشعور بهذا الإحساس الجوهري. فتحديد المشكلات المشتركة يُعد أمرًا سهلاً عندما تنظر إلى ما يراه الجميع مصدر إزعاج وتقوم بحله مهما كان بسيطًا.

فوكاساوا : إن الأمر يتعلق بوظائف الجسم. لا أعلم ما إذا كان يجب أن يرتبط بالبشر أم فقط بالجسم البشري، ولكن الاختلافات في الشعور بعدم الراحة بسبب الثقافات والعادات المختلفة ضئيلة للغاية. بل يبدو الأمر أقرب إلى غريزة الحيوان. حيث تظهر الحيوانات استجاباتها بشكل علني وتتجنب أي شيء غير مريح. البشر فقط هم من يحاولون تحمل الشعور بعدم الراحة. (يضحك) لقد خلقنا لنتحمل الشعور بعدم الراحة.

فوكاساوا : أعتقد ذلك. لكنني أردت أن يكون الأمر بهذه الطريقة. فأنا أركز على الشعور بعدم الراحة والجسم البشري والطبيعة، بدلاً من التركيز على اختلاف الثقافات. في كثيرٍ من الأحيان تُطرح علي أسئلة حول ما أعتقده باعتباري مصمما يابانيًا أو عن رأيي في الحس الجمالي الياباني. ومع ذلك، فأنا لا أفكر في مثل هذه الأشياء. نعم هذا صحيح - فاليابانيون معروفون باهتمامهم بأدق التفاصيل. ويكون الشعور بالإنجاز أقوى حينما يتم التفكير بهذه الطريقة. يتميَّز اليابانيون بإصرار قوي ويحبون الوقوف في وجه التحديات. إنهم يعملون بجد حتى يحققوا هدفهم.

فوكاساوا : ربما التزامي بتحقيق المطلوب بالضبط. فأنا أتعمق في درجة الدقة. لا أدري ما إذا كان مصطلح أتعمق مناسبًا أم لا. بعبارة أخرى، أدفع نفسي نحوها.

قد تقول إنها عملية استشعار.

وهذا ما أجده مثيرًا في الأمر. ما نراه مثيرًا وممتعًا هو القدرة على تحديد الشيء المناسب تمامًا وإمكانية تحقيق ذلك في التصميم على أرض الواقع. فيمكن للجميع ملاحظة وجود اضطراب في انسيابية التصميم وتدفق تفاصيله. الجميع، دون استثناء.

فوكاساوا : لا، لهذا السبب فإننا نصلح هذا "الاضطراب" للأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بذلك. ولهذا السبب فإن التصميم في حد ذاته يعني أيضاً تقديم الخدمة.

وكما شرحت سابقًا، فإن درجة الدقة في الملاءمة يحددها المكان والزمان. السر يكمن فيما إذا كان يمكنك رؤيتها أم لا. فبمجرد رؤيتها، يتم تحديد الشكل. ويمكن تجسيده. هذا هو أكثر شيء مثير في التصميم.

نظرًا لوجود وظيفة مهمتها الأساسية فحص تلك الدقة والتأكد منها، فلن يكون الأمر شيقًا إذا عجزت عن القيام بذلك. هناك العديد من المتطلبات، مثل التسويق والحسابات الرقمية، التي يجب أن نفي بها. الأمر المثير للاهتمام هو دفع نفسك على تجاوزها وتحقيق أفضل ملاءمة.

فوكاساوا : هذا سؤال يُطرح علي كثيرًا. عندما نتحدث عن الطهي على سبيل المثال، ينتهي دوري عندما يكون طبق المرق جاهزًا. أقصد الطعم الأساسي، حيث لا تُضاف أي توابل. ولدينا أطعمة "موجي" حيث تُضَاف أقل التوابل أو لا تُضاف على الإطلاق. في التصميم أو المطبخ الأوروبي، يزخر الأكل الإيطالي على سبيل المثال بالتوابل. قد تنبع هذا التوابل من الثقافات أو المبدعين أو الأحاسيس. وقد تكون نابعة من قوة العلامة التجارية.

إن مهمتي هي إعداد طبق المرق. وإذا كان لديك مرق جيد، فسيكون لذيذًا، بغض النظر عما تضيفه - سواء كان لبنا أو ملحًا.

أحيانًا يُطلب مني تولي مسؤولية إضافة التوابل أو المحسنات أيضًا. في مثل هذه الحالات، أوافق وأدرس كيف سيكون الذوق. قد يكون الذوق نابعًا من العلامة التجارية أو الشعب أو الثقافة. عند تقديم اقتراح، أقوم بتحديد الاختلافات، مثل "هذه الألوان أو الأجواء تناسب هذه العلامة التجارية، أو تلك تناسب فرنسا أو إيطاليا، وما إلى ذلك". لكن لا تزال هذه وظيفة الشخص المسؤول عن التوابل. أما أنا فهدفي يكون استخلاص نكهة المرق الأساسية. ولهذا؛ لا أفرق بين التصميمات على أساس العلامة التجارية أو الشعب أو الثقافة.

فوكاساوا : هذا صحيح! يبدو أن "المذاق اللذيذ" الياباني (المعروف باسم أومامي) يكتسب استحسانًا كبيرًا. من المفترض أن يكون حمض الجلوتاميك أو أي شيء آخر هو السبب، لا أعرف التفاصيل، لكن هذا الأمر يعتبر مهمًا في جميع أنحاء العالم. الأشخاص الذين يعرفون ذلك قد يستخدمون أوصافًا مثل "يحتوي تصميم فوكاساوا على المذاق اللذيذ (الأومامي)، أو يعبر عن مذاق الأومامي أو شيء من هذا القبيل". (يضحك)

إذا طُلب مني إضافة "ذوقي الخاص"، فسأنظر إلى ما وراء المذاق. أعتقد أن المذاق الذي تشعر به على الفور ينقصه العمق.

لا أعتقد أنه أمر جيد عندما يتم وصف المذاق بأنه "لذيذ ولكنه ثقيل بعض الشيء" أو ما شابه. حتى في البلدان الاستوائية التي تكثر فيها الأكلات ذات المذاق الحار الذي يمكن الشعور به على الفور، أعتقد أن المرق يعتبر مهمًا أيضًا. أظن أن الطعام لا يكون جيدًا إذا كان حارًا فقط. (يضحك)

المذاق الحقيقي تشعر به لاحقًا، مثلما تذهب إلى مطعم جيد. أعتقد أن السر يكمن في النكهة التي تشعر بها بعد المضغ لفترة قصيرة. أرى أن هذه النقطة دقيقة للغاية.